إضاءات في قصة نبي الله سليمان عليه السلام
النبي سليمان عليه السلام قصته من القصص المشهورة في القرآن الكريم فقد ورد في سورة ص الآتي بسم الله الرحمن الرحيم ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد إنه أواب إن حالات التعبد التي كان يعيشها سليمان عليه السلام كانت مصدر مهبط وتأمل للملائكة التي كانت تتحلق من حوله لخشوعه وخضوعه وتذلله لله سبحانه وتعالى حتى وصف بأنه أواب يعني كثير الاستغفار أو كثير الذِكِر والرجوع لله تعالى في كل شيئ وأما في موضوع وراثة سليمان لداوود عليهما السلام فيشير الله سبحانه وتعالى إليها في سورة النمل وورث سليمان داوود أي ورثه في الملك لأن داوود عليه السلام كان ملكاً على قومه وأما في مسألة العلم فيقول الله سبحانه وتعالى في سورة النمل ولقد أتينا داوود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين ولكن أعجب ما ورد في قصته في القرآن الكريم فكان مع الجن والشياطين الذين خاض معهما الحروب وخضعوا لحكمه وأمره بإذن الله تعالى وذلك قوله سبحانه وتعالى وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون كان لديه جيوش جرارة من الجن والإنس والطيور وكانت الرياح أيضاً خاضعة له لقوله تعالى في سورة الأنبياء بسم الله الرحمن الرحيم ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين
الآن بعد الإنتهاء بالتعريف قرآنياً بسليمان عليه السلام لدي بعض الإضاءات القرآنية في قصته الإضاءة الأولى في إلقاء الجسد على كرسيه الإضاءة الثانية في موضوع ذِكر ربه والخيل الإضاءة الثالثة في الإتيان بعرش بلقيس والإضاءة الرابعه موت سليمان عليه السلام أستعرضها مع حضراتكم واحدة تلو الأخرى وأُضيئ عليها :
الإضاءة الأولى : ورد في مسألة إلقاء الجسد على كرسي سليمان عليه السلام في سورة ص التالي بسم الله الرحمن الرحيم ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب ذهب بعض المفسرين بأن الجسد الذي ألقي على كرسيه كان جسد أحد أولاده الذي كان يفترض سليمان عليه السلام بأنه سوف يرثه وذهب أخرون بأنه جسده هو وهذا لا يعقل ولكن هناك أمر ثالث غفل عنه كل المفسرون ألا وهو قرين الإنسان من الجن الذي يرافقه طيلة حياته وذُكِرَ أكثر من مرة في القرآن الكريم لنستعرض الآية بسم الله الرحمن الرحيم وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم إذن الجسد الذي ألقي على كرسي سليمان عليه السلام كان جسد قرينه من الجن وسبب إنابة سليمان عليه السلام هو أن القرين الذي رآه كان نسخة طبق الأصل عنه من حيث الشكل والوجه فعندما رأى ذلك سليمان عليه السلام أناب أي إنه إسترجع أو خضع أو تذلل لربه سبحانه وتعالى من هول ما رآه مع اشارة هنا أن من قتل قرين سليمان عليه السلام هو نفسه سبحانه وتعالى الذي يقول وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب وقبل أن أختم أُورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في موضوع القرين الآتي أنا أسلمت قريني وفي حديث آخر أنا قتلت قريني أكتفي بهذا المقدار في موضوع الجسد الذي ألقي على كرسي سليمان عليه السلام مع ملاحظة بأنني سوف أتحدث في المستقبل عن القرين إن شاء الله تعالى
الإضاءة الثانية الآية في سورة ص تقول عن سليمان عليه السلام الآتي بسم الله الرحمن الرحيم إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد فقال إني أحببت حب الخير عن ذِكرِ ربي حتى توارت بالحجاب ردوها علي فطفق مسحاً بالسوق والأعناق أولاً في موضوع نسيانه للذِكِر نقول هل يعقل بأن ينسى نبي صلاته الواجبة ويسهو عنها بعرض الخيول حاشا وكلا لم يفعل وهي لم تكن صلاة بل كانت ذِكراً مستحباً ولم يكن واجباً والأنبياء والأولياء عليهم السلام بالعموم يعتبرون المستحب واجباً عليهم والآية القرآنية تقول الآتي عن ذِكرِ ربي عن الذِكِر بينته بأنه ذِكِر وليس صلاة كان ذِكراً يعني عبادة مستحبة وليست واجباً والظاهر بأنه كان يؤديها في وقت معين فغاب عنها لإنشغاله بعرض الخيول تجهيزاً للحرب التي كان سيخوضها فغابت الشمس فقال ردوها علي قيل بأنه سأل الملائكة عليهم السلام وهذا محال لأن الملائكة لا تستطيع أن تتصرف بأمر كوني من تلقاء نفسها ومن دون إذن إلهي كما أنها لا تعمل لديه ولو أنها ردت الشمس لكانت ردت ليس على سليمان عليه السلام لوحده بل على كل الخلائق والموجودات في ذلك الزمان ولحصل إختلال وإعتلال في الموجودات فما الذي حدث فعلاً الأقرب عقلاً الآتي سأل سليمان عليه السلام الجن ردوها علي أي عليه هو فقط لأن الجن كانت طوع أمره فاستجابوا له ونقلوه من خلال بوابة زمنية إلى الزمن القديم أي زمن وقت الذِكِر من الحاضر إلى القديم الذي كان سيؤدي فيه ذلك الذِكِر ونسيه فعاد بالزمن إلى الخلف وأداه وعاد من نفس البوابة الزمنية إلى العشي فلم يتغير إلا وضعه هو دون سائر المخلوقات وبعد ذلك وصلته الأخبار بتمرد الجن وعصيانهم له فأقام الحرب عليهم ويقال بأنهم قتلوا إحدى زوجاته والمؤكد هو أنه قتل الشياطين لكفرهم وتعليمهم الناس السحر وذلك قوله سبحانه وتعالى فطفق مسحاً بالسوق والأعناق أي قتلهم وقطع أعناقهم وهناك أدلة أخرى سأتطرق إليها لاحقاً في المستقبل أما ما قيل في موضوع الخيل بأن النبي سليمان عليه السلام أعدم الخيل لنسيانه ذِكر ربه سبحانه وتعالى فهذا مُحال كما بينا سابقاً بل قتل شياطين الجن لتمردهم عليه ولتعليمهم الناس السحر أكتفي بهذا المقدار
والله تعالى أعلم
الإضاءة الثالثة في قضية عرش بلقيس ما الذي حصل كيف إستطاع الذي عنده علم من الكتاب بأن يأتيه بعرش بلقيس من اليمن وهو وزيره آصف ابن برخيا دعونا نقرأ الآية سوية ثم نضيئ عليها قال الله سبحانه وتعالى في سورة النمل بسم الله الرحمن الرحيم قال يا أيها الملئ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك نكتفي بهذا المقدار كيف أراد العفريت أن يأتي به طبعا عبر البوابة النجمية وسوف أتحدث في المستقبل إن شاء الله تفصيلا عن ذلك وهذا جزء مما سأرويه لكم في نظريتي عن الزمن ؟ وأما كيف أتي به الذي عنده علم من الكتاب فبكلمة واحدة كُن بإذن الله تعالى فكان في قصر سليمان هكذا إستقر عرش بلقيس في قصر سليمان عليه السلام والسؤال الملح الذي يطرح نفسه لما يطلب سليمان عليه السلام المساعدة من وزراءه من الإنس والجن ألم يكن قادراً هو على فعل ذلك بنفسه بلى كان قادراً ولكن كان يجب أن تكون بتلك الطريقة حتى يعلم الناس بأن الإنسان المؤمن أقدر من الجن على فعل ذلك الأمر الخارق بإذن الله تعالى وهناك جانب آخر نضيئ عليه ألا وهو التالي ما كان عند آصف ابن برخيا لم يكن عند عفريت الجن وربما لم يكن عند سليمان عليه السلام مع كل ما أُوتي من علم ومن مُلك لم يكن يستطيع الإتيان بعرش بلقيس فطلب المساعدة في ذلك وهناك جواب قرآني على ذلك في قصة العبد الصالح مع موسى عليهما السلام حيث إلتقى الإثنان فسأل موسى عليه السلام الخضر قائلاً له هل أتبعك على أن تُعلمن مما عُلمت رُشدا سأله العلم وباقي قصتهما في القريب إن شاء الله تعالى أقصها عليكم مع بعض الإضاءات عليها قريباً
والله تعالى أعلم
الإضاءة الرابعه موت سليمان عليه السلام الآية القرآنية تقول بأن الجن لم تعلم بموته ولو علمت ما لبثت في العذاب المهين تعمل بشقاء ما أمرت به من بناء المحاريب والتماثيل والقصور وغيرها وبعد موت سليمان عليه السلام إنقسمت مملكته إلى مملكتان مملكة الشمال ومملكة الجنوب يهوذا والسامرة تتناحران فيما بينهما ويتقاتلان ويقتتلان وما بينهما وعلى جوانبهما الفلسطينيون يسرحون ويمرحون والله تعالى أعلم
اضاءة صغيرة في نظرية الزمن سأتحدث بتفصيل أكثر في قصة سليمان عليه السلام
إضاءات في قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم
في قصة نبي الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم يستوقفنا موضوع الاسراء والمعراج منها فكيف حصل الإسراء ؟ وكيف حصل المعراج ؟ كيف أُسري به ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ؟ هناك أحاديث تقول بأنه ركب على أجنحة جبرائيل عليه السلام وهناك أحاديث أخرى أنه فرس مجنح والحقيقة لا هذا ولا ذاك وهذا ما سأبينه في نظريتي عن الزمن ؟ قريباً وأما كيف أسري به إلى السموات فقالوا فيه كما قالوا سابقاً وهذا أيضاً غير صحيح وسوف أبينه لاحقاً وكل ذلك بآيات من كتاب الله تعالى وبعض الأحاديث والعلم والإستدلالات العقلية من سياق الآيات والأحاديث معاً انتظرونا في نظرية الزمن في الإسلام
والله تعالى أعلم