ملاحظة هامة : الخط الأخضر أقوال وأحاديث في امير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليهم السلام والأحمر أقوال وأحاديث ومقتطفات في حضرة سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليهم السلام
إن حالات الصفاء والسمو الروحي والوجداني التي كان يعيشها علي عليه السلام في زهده وفي ورعه وعبادته لا يمكن وصفها بأي حال من الأحوال لأنها بينه وما بين الله سبحانه وتعالى وهي محجوبة عن الخلق حتى عن الملائكة
إن حالات العشق والهيام التي كانت تسيطر على علي عليه السلام وتجعله يتمايل كالسعفة في الليل البهيم حالات لا يمكن تصورها أو وصفها أو الشعور بها أو حتى فهمها لأنها حالات جذب خاصة من نوع خاص يصطفي بها وفيها الملك الديان سبحانه وتعالى خاصة أوليائه لمناجاته وهذا سر من الأسرار التي لا تُكشف
مقتطفات وأقوال واحاديث في حضرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وفي حضرة السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها وفي حضرة الإمام الحسن عليه السلام وفي حضرة بقية الله الأعظم الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
البيان العاشورائي لسماحة السيد حسين محمد وزنه لشهر محرم لسنة 1444 هجرية
عنوان ثورة الحسين عليه السلام الإصلاح وفي العاشر من المحرم أصبح الشهادة في سبيل الله تعالى
هدف الحسين عليه السلام الأساسي كان تغيير السلطة الظالمة وعندما لم يستطع قدم نفسه وأهله وإخوته وأصحابه قرابين في سبيل الله تعالى
مشروع الحسين عليه السلام كان الإصلاح في أمة جده وعندما خير بين السلة والذلة إختار الشهادة في سبيل الله تعالى
الحسين عليه السلام في آخر لحظات حياته المقدسة كان يعيش حالات روحية من الصعب فهمها لأنها كانت بينه وبين حضرة الرب المتعال
إن العشق الحسيني للشهادة في سبيل الله تعالى هو عنوان كل الثورات التي قامت من بعده وبإسمه فإنتصرت ولولا ذلك العشق الحسيني لم تنتصر
عندما نستحضر ونتأمل وقفة الثائر العباسي في ميادين العاشر من المحرم نقف حيارى ونحن نتأمل تلك اللهفة العباسية والعشق العباسي والبطولة العباسية والرجولة العباسية والاستقامة العباسية والشهامة العباسية والشهادة العباسية فترتفع هاماتنا بها وتشتد عزيمتنا ويقوى إصرارنا من خلال ذلك البدر العباسي المشرق على صعيد كربلاء
نحن ببكاءنا على حضرة الحسين عليه السلام لا نعيش العواطف فقط بل نعيش معنى الثورة على النفس وعلى الظالمين أجمعين في كل زمان ومكان
نحن نبكي حضرة الحسين عليه السلام من أجل ما قدمه للدين من تضحيات نبكيه من أجل الصلاة والصيام فلولاه ما عرفت الأمة معنى التضحية والإيثار ومعنى الثورة على الظلم والظالمين في كل مكان وزمان
نحن لا نعيش مع الحسين عليه السلام من الناحية البكاءية فقط ولا من الناحية العاطفية فقط بل نحن نبكي ونلطم ونحزن لنعيش مع الحسين عليه السلام في إيمانه في نبل أخلاقه في عشقه لربه سبحانه وتعالى في عقيدته الثورية فننتصر من خلالها على الأعداء
الحسين عليه السلام بروحه الثورية وبروحه الإيمانية وبروحه الجهادية أدخل الرعب في قلوب أعداءه قبل المواجهة وأثناءها وبعدها ونحن من خلال تلك الروح المطمئنة نستمد عناصر المواجهة والثبات والقوة والعزيمة والإصرار للإنتصار في المواجهة على الأعداء
حضرة العباس عليه السلام كان يعيش بجوار سيد الشهداء عليه السلام في كربلاء حالات من الحزن والغضب والإضطراب الشديد وهو ينظر لوجه سيد شباب أهل الجنة ويراه بتلك الشفاه الزابلات وقد أنهكها العطش فكانت لتلك الحالة وقع خاص في نفسه المقدسة فكانت تهيج في أحشائه بسببها قوة الإيثار العباسي والإندفاع نحوالمعركة طلباً للماء من أجل الحسين عليه السلام أولاً ولعائلته ثانياً ولم يكن يطلبها لنفسه وتلك هي الإستماتة العباسية من أجل الحضرة الحسينية
العباس عليه السلام كانت له حالات عجيبة مع أخيه حضرة سيد الشهداء عليه السلام بان منها أشياء وما خفي منها كان أعظم
العباس عليه السلام كان الحشد والقوة والحرس الذي يطوق حضرة سيد الشهداء عليه السلام كان يطوقه عليه السلام بعاطفته وحبه وإحترامه الخاص وببسالته وعنفوانه وقوته وصلابته وإندافاعه وإيثاره لذلك عندما برز للقتال بعد إستئذان أخيه حضرة الحسين عليه السلام وقف أبي الضيم عليه السلام وزينب والعائلة يرمقون تلك الهامة الحيدرية الفاطمية وقلوبهم تهفو إلى الجمال العباسي والتضحية العباسية حتى إذا سقط نادى الجمع المقدس يا عباس العباس عليه السلام حالة فريدة خاصة ليس لها مثيل في التاريخ
حضرة العباس عليه السلام عندما كان ينظر الى حزن زينب وعطش زينب وغربة زينب كان يضطرب إضطراباً شديداً لأنه كان أمام الوديعة العلوية التي استودعها إياها أبوه أمير المؤمنين علي عليه السلام وهو على فراش الشهادة
رباطة جأش حضرة الإمام الحسين عليه السلام بانت بكل معانيها عند كل شهيد يسقط في ميدان الشهادة بحيث كان يرفعه ويقول اللهم تقبل منا هذا القربان اللهم تقبل منا هذا الفداء حتى وقف الاعداء مذهولين أمام رباطة جأشه عليه السلام وليقولوا فيها ما رأينا أربط جأشاً من الحسين كيف يستطيع ان يتحمل كل هذه المصائب برباطة جأش كيف يستطيع من يقتل أولاده واخوته وأصحابه أمامه عطشاً وبالسيوف والرماح ويتحمل كل هذه المصائب برباطة جأش ويقول أرضيت يا رب خذ حتى ترضى
الحضور الزينبي في كربلاء أعطى للعاشر من المحرم بعداً آخر فدور المرأة المحمدية إلى جانب الإمامة الحيدرية كان دورا" محوريا" دورها عليها السلام كان نشر الحقائق الحسينية وفضح السلطة الظالمة ولولا ذلك الدور الزينبي لضاعت تلك الحقائق العاشورائية القيمة والثمينة
البسالة العلوية لحضرة علي الأكبر تجلت بأبهى معانيها عندما نظر الى أبيه وقال أبتي أولسنا على حق فأجاب حضرة سيد الشهداء عليه السلام بلى يا بني قال اذن لا نبالي أوقعنا على الموت أو وقع الموت علينا هذه قمة البسالة والشجاعة التي كان أولاد علي والحسين عليهم يعرفون بها ويتصفون بها ومن خلالها يخرجون إلى الميادين ليقدموا أنفسهم من أجل الدين ومن أجل الإصلاح فيسقطون شهداء
لم يشهد التاريخ واقعه كواقعة كربلاء ففيها برز الإيمان كله الى الشرك والظلم كله
في كربلاء برز الدين كله ليدافع عن القيم والمثل والأخلاق وقد تجسد كل هذا في حضرة سيد الشهداء عليه السلام وأولاده وإخوته وأصحابه فتوزعت الأدوارفيما بينهم على ساحة الشهادة فمنهم من كان دوره الدفاع عن الحسين عليه السلام ودفع السهام عنه حتى يسقط شهيداً ومنهم من كان دوره الدفاع عن صلاة الحسين عليه السلام ظهر يوم عاشوراء حتى يسقط مضمخاً بدماءه في محراب الشهادة الحسينية ومنهم من كان دوره أن يطمئن روع زينب حتى يسقط شهيداً في ساحة الجود والحق ومنهم من كان دوره محاولة تأمين الماء فيسقط شهيد القربة الحسينية على شط الفرات حتى الطفل الصغير كان له دور يؤديه في المعركة أن يبكي طلباً للماء وأن يعتنق رقبة أبيه الحسين عليه السلام باكياً كأنه يقول له سلمت يا أبتي أنا فداء لك وعندما يأتيه السهم يطلق ذاك الطفل الحسيني البكاء مدويا كانه يقول هل وفيت بعهدي يا حسين هل وفيت بعهدي يا حسين لبيك يا حسين
الحشد الحسيني او الرهط الحسيني في كربلاء كان متماسكا قويا بقوة الحق التي كان يحملها ويؤمن بها لذلك إنتصر الدم الحسيني على السيف الاموي
سكينة في كربلاء كانت تعيش حالات تأمل عجيبة وهي ترى حضرة سيد الشهداء عليه السلام وهو ينتقل من خيمة الى خيمة ومن شهيد الى شهيد حتى قيل عنها عليها السلام بأنها من كثرة ما رأت اصبحت مستغرقة في الله تعالى
ثورة حضرة الإمام الحسين عليه السلام عنوانها وشعارها كان الإصلاح ولكن الهدف الحقيقي كان الشهادة في سبيل الله تعالى
إن الحسين عليه السلام إستشهد من أجل الصلاة والصيام ونحن بمحافظتنا على الصلاة والصيام
ننصر الحسين عليه السلام وننصر مبادئه وقيمه السامية التي قام عليها وإستشهد من أجلها
إن المحافظة على الصلاة كانت في صلب الوعي الحسيني في كربلاء حتى أداها عليه السلام وأهله وأصحابه في مواجهة السيوف والرماح والحجارة الحسين عليه السلام أراد بصلاته الأخيرة أن يوجه رسالة إلى الأمة وإلى الأجيال القادمة أن حافظوا على الصلاة حتى الرمق الأخير كما حافظت عليها أنا وقدمت أولادي وإخوتي وأصحابي من أجلها واستشهدت من أجل إقامتها فلا تضيعوها هذه وصية الحسين عليه السلام الأساسية لنا منذ اكثر من 1383سنة حافظوا على الصلاة ايها الحسينيون العباسيون الزينبيون
حضرة الإمام الحسين عليه السلام كان يعلم قبل خروجه من المدينة الى كربلاء بأنه مقتول لا محالة ولكنه أراد بخروجه وشهادته أن يفضح السلطة الاموية الظالمة وأن يوجد صدمة في الأمة لتثور من بعده وتقوم من ثباتها وأن يعطي دروساً للأجيال القادمة في مواجهة الظلم والظالمين مهما كلفت المواجهة من بذل ودماء وتضحيات
حضرة الحسين عليه السلام بخروجه وبإستشهاده وضع الأمة أمام مسؤولياتها قال للناس بما معناه أنتم الآن تسكتون عن الحق المضيع أمامكم إذن أنتم شركاء في فاجعة كربلاء أنتم شركاء في الجريمة جريمة قتل ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس فقط من وقف في وجه الحسين عليه السلام قاتل أو الذي رفع السيف لا كلكم شاركتم حتى الذي سكت واعتزل في بيته هو شريك في قتل سيد شباب أهل الجنة وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام
جضرة الحسين عليه السلام بشهادته علم الأمة دروساً في التضحية والإيثار والشهامة والشهادة في سبيل الله تعالى من أجل بقاء الدين ورفعة الأمة وصلاحها
ليلة التاسع من المحرم عندما إجتمع حضرة سيد الشهداء عليه السلام بأهله و أصحابه تجلى السمو الحسيني والصفاء الحسيني والنور الحسيني في أبهى معانيه قولاً وفعلاً من خلال الدعاء والصلاة والمناجاة لحضرة المعشوق مالك الأرض والسماء
العطش الحسيني أدى دوراً كبيراً في إظهار المظلومية الحسينية وكان عنصراً فعالاً في إنتصار الخط الحسيني على الخط الأموي
العطش الحسيني أدى دوراً كبيراً في إنتصار الحسين عليه السلام على الأمويين فبسببه ثار كثير من الناس على الحكومة الظالمة وانتصروا عليها وهذا كان بإسم الحسين عليه السلام وبإسم أولاده الشهداء وإخوته الشهداء وأصحابه الشهداء لأن رايتهم دائما منتصرة بإذن الله تعالى
عطش عبد الله الرضيع طفل حضرة الحسين عليه السلام المذبوح في حجره كان له أثر بالغ على مر العصور في تحريك النفوس وشحذ الهمم في مواجهة الظلم و الظالمين
إن دماء عبد الله الرضيع ذلك الطفل الحسيني الغالي والعزيز يجب أن تبقى المحرك الأساس لنا على مر الدهور في شحذ الهمم وفي مساندة الحق والقتال من أجل الحق والدفاع عن الحق حتى الإستشهاد من أجل الحق حتى نكون فعلا" محمديون وحيدريون وحسينيون وعباسيون حتى الرمق الأخير من مسير حياتنا
عطش عبد الله الرضيع ألهب المشاعر والأحاسيس وغير الكثير من المواقف وطرح الكثير من علامات الإستفهام حتى بين الجيش الأموي نفسه عبد الله الرضيع هو سفير المشاعر الحسينية إلى النفوس الأبية والى النفوس المترددة والخائفة وإلى النفوس الضعيفة والنفوس الخائنة لوضعها أمام مسؤولياتها عبد الله الرضيع هو سفير الدمعة الحسينية والدمعة الزينبية وسفير الثورة الحسينية حتى الشهادة
ثورة الحسين عليه السلام أعطت معناً آخر للشهادة ومعناً آخر للوقوف في وجه الظلم والظالمين
إن راياتنا المرفوعة في كل الساحات هي رايات إسلامية ورايات محمدية ورايات حيدرية ورايات حسينية ورايات عباسية من أجل الحق تتبعها بإذن الله تعالى رايات مهدوية على إسم الحسين واهل بيته واصحابه عليهم السلام مسيرها ومسراها من اجل قيام دولة الحق الإلهي ودولة العدل الإلهي في الأرض
عاشوراء هي ثورة دائمة على الظلم وعلى الطغاة أينما وجدوا وأينما كانوا وستبقى في وجداننا وسنبقى نحيها إلى يوم القيامة
إن الإمامة منصب رفيع وإجتباء إلهي كما النبوة ليست توزيراً خاصاً أو حدثاً عابراً بل هما تكليف رباني لشخصيات ملكوتية يحملون مؤهلات فريدة وخاصة ليست موجودة في سائر البشر وعن هؤلاء المخلصون من الأنبياء والأولياء والأئمة عليهم السلام يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنبياء بسم الله الرحمن الرحيم وقالوا اتخذ الرحمن ولداً سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن إرتضى وهم من خشيته مشفقون
إن الولاية لعلي عليه السلام تعني سمواً دينياً وأخلاقياً فلا يمكن لفاقدهما أن يحمل صفة الولاية أو صفة التشيع لأن الولاية هي التدين والأخلاق ومنبعهما معاً
الولاية هي ذاك النبع الرقراق العذب الذي ينبع من العشق الإلهي الخالص و الخاص الذي كلما شربت منه ازددت إيمانا وأخلاقا وتهذيباً وعشقاً لربك سبحانه وتعالى حتى تذوب في ذاك العشق الرباني الرائع
الولاية حصن منيع في مواجهة مهالك الدنيا وشرور الآخرة من أراد دخوله والتحصن به عليه إتباع إرشادات علي عليه السلام في الإيمان والأخلاق حتى يستطيع دخوله والتحصن به فينجو بنفسه ويفوز بمحبة الرب الجلي
المهدي عليه السلام ذخيرة أهل البيت عليهم السلام وبقيتهم في الأرض
المهدي ذخيرة الأنبياء عليهم السلام ووارثهم
المهدي عليه السلام عصمة المؤمن في الخطوب
المهدي يقين ملكوتي جامع للأسرار والأذكار وحبل الله المتين منه يتفجر العلم المحمدي العلوي الدي يستضاء به
المهدي فيض إلهي محمدي علوي فاطمي ينير دروب السالكين إلى الله عز وجل إلى يوم القيامة
ويسطع في جنة الخلد كشمس أبدية سرمدية
المهدي نجيب آل محمد ونجمهم الذي يستضاء به في غيبتهم عليهم السلام
المهدي أيقونة آل محمد عليهم السلام الخالدة
الحسن عليه السلام فيض علوي محمدي فاطمي لم يعرف معدنه النوراني
فاطمة الزهراء عليها السلام سر محمدي لم يكشف جوهره
محمد نور إلهي فيه العالم الأكبر إنطوى
أقوال وأحاديث ومقتطفات في حضرة سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليهم السلام
حالات الهيام والعشق الإلهي التي كان يعيشها سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام عموماً وخصوصاً في أواخر حياته المقدسه فريدة ولا مثيل لها في التاريخ الإسلامي
العشق الحسيني لرب العالمين الذي سطع في كربلاء كان حالة فريدة وخاصة من حالات العشق ففيها وقف العاشق الحسيني منادياً معشوقه الرباني لبيك اللهم لبيك وبرز للقتال وبعد كثرة الجراح وتقديم الأضاحي من أهل بيته عليهم السلام ومن أصحابه سقط على الأرض وبعد إستقراره عليها مثخناً بالجراحات ومرملاً بالدماء نادى إلهي لو قطعت بالسيف إرباً لما مال الفؤاد إلى سواك هذا عشق الحسين عليه السلام لمعشوقه أي لربه سبحانه وتعالى وأنت هل رأيت عشقاً أعظم من ذاك العشق الحسيني في كربلاء
النهضة الحسينية لسيد الشهداء عليه السلام كانت نهضة عظمى ضد الظلم بكافة أشكاله ومعانيه وثورة ضد الطغيان وضد التسلط وضد إنعدام الأخلاق وضد التفلت والإنحراف الديني والأخلاقي والسياسي المتمثل في بنو أمية في ذلك الزمان بل وفي كل زمان ومكان
العطش الحسيني هو الذي أجهز على حكم بني أمية وحكم الظالمين بعد معركة كربلاء لأن ذاك العطش الكربلائي كان ركنا أساسيا في المعركة وعاملا مؤثرا فيها و هو الذي صنع روح إنتصار الدم على السيف وصنع رائعة الصبر الحسيني ورائعة البطولة العباسية ورائعة الإيثار العلوي ورائعة الطفولة القاسمية ورائعة البراءة العلوية ورائعة المشهد الزينبي المعظم ورائعة الثكالى ورائعة الدماء الزاكيات لشهداء الطف العظام العطش كان ركناً أساسيا من أركان فاجعة الطف الكربلائية التي هزت أركان الظالمين في ذلك الزمن وهزت أركان عالم الموجودات وهي التي تهز عروش الظالمين وتقض مضاجعهم في كل زمان ومكان وتجهز عليهم
إن دماء الحسين عليه السلام التي سالت في تلك الصحراء القاحلة وفي ذاك الهجير في ذاك اليوم العاشورائي الدامي هي سبب كل إنتصاراتنا بل إن كل ما نشهده اليوم من عزة وكرامة إنما بفضل تلك الدماء الذكية التي سالت من أجل الإسلام وبقائه حياً بعد أن جرح وطعن بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله فأتت تلك الدماء الحسينية العلوية الفاطمية المحمدية لتصحح المسير والمسار للإسلام ولتبقيه حياً بدماء حسينية وصفوة علوية
الحسين عليه السلام كان مصلحاً في أمة جده ولم يكن مارقاً ولا آثماً إنما خروجه كان من أجل الإصلاح ولكنه عندما وصل إلى مكان وإلى نقطة لم يعد باستطاعته أن يصلح وخير بين السلة والذلة إختار أن يقدم نفسه وعائلته قرابين وأضاحي فداء لدين الله تعالى صانعاً بذلك أعظم ملحمة إصلاحية إستشهادية في التاريخ الإسلامي في معنى الفداء والصبر والتضحية في مواجهة الظالمين والمنحرفين عن دين الله تعالى
الحسين عليه السلام صنع بشهادته في يوم عاشوراء خارطة طريق حسينية ووقعها وعبدها بدمائه ودماء عائلته وأصحابه للأجيال فيما بعد من أجل التمسك بالدين وبالإصلاح وبالصلاة وبالثورة على الظالمين في كل زمان ومكان مهما كثرت وغلت التضحيات ومهما كانت الأثمان
عوامل كثيرة صنعت ملحمة عاشوراء الخالدة منها عطش الحسين عليه السلام وعطش علي الأكبر وعطش العباس وعطش القاسم والرضيع وغيرهم من الهاشميين حتى يمكن القول إن العطش الهاشمي كان ركيزة ونقطة أساسية ومحورية في إبراز المقتل الحسيني وقد صنع هذا العطش حالات من الحزن الدامي والتعاطف الخاص الذي لا يمكن شرحه أو وصفه من شدة هوله ومن العوامل المفجعة أيضاً التي صنعت الملحمة العاشورائية التي أدمت جبين الإسلام المحمدي كان بروز الأطفال الصغار الذين لم يبلغوا الحلم بعد للقتال في المعركة دفاعاً عن بقاء الإسلام وعن حبيب رسول الله سيد شباب أهل الجنة حضرة الحسين عليه السلام لتضافر كل تلك العوامل معا عوامل العطش والغربة والحصار وعشق الصغار للقتال لتصنع أعظم لوحة كربلائية دامية بل أكبر فاجعة لا نظير لها في االتاريخ الإسلامي
الحسين عليه السلام مصباح الهداية إلى الولاية وسفينة ملكوتية تسابق الريح العاصف إلى الجنة
إن الحرارة التي تتوقد في قلوب المؤمنين من أجل الحسين عليه السلام إنما هي حرارة إيمانية ثورية تحررية ضد الظالمين في أي زمان ومكان
الإمام الحسين عليه السلام كان لديه مشروعان بعد شهادة أخيه الإمام الحسن عليه السلام الأول مشروع إصلاحي مع أنه كان يعلم بأنه لن يصل إليه ولكن تكليفه كولي وإمام وقائد للناس تفرض عليه إلقاء الحجة عليهم حتى على الفئة الباغية منهم وعندما أتم ذلك يمم وجهه نحو كربلاء وأخرج مشروعه الثاني مشروع الشهادة الذي أعلن فيه إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني فقدم نفسه وعائلته وأصحابه قرابين للمشروع الأول وارتفعوا شهداء
مشروع الإصلاح الحسيني الذي كان يحمله الحسين عليه السلام لو أنه حكم لكان مشروعاً من أجل سعادة الدارين سعادة الدنيا والآخرة
مشروع الشهادة الذي أعلنه الحسين عليه السلام في كربلاء كان من أجل الصلاة التي ضيعت في ذلك الوقت حيث كان أئمتها من أهل الفسق والفجور فأتى الحسين عليه السلام ليصحح البوصلة والدين والإعتقاد و ليؤمها بدمائه الزكية ودماء عائلته وأصحابه حتى يبقى كتاب الله ودين الله ولولا ذلك لما بقي شيئ
أمير المؤمنين علي عليه السلام في كل مواقفه كان يحافظ على صلاته حتى وهو على فراش الموت فهل أنت فعلاً من محبي علي إذا كان جوابك نعم ؟ فحافظ على صلاتك
خطبة السيدة زينب عليها السلام في مجلس الطاغية يزيد هزت أركان الحكم الأموي أما خطبة الإمام علي ابن الحسين عليه السلام فقد فضحته أمام الملئ وأمام التاريخ وأفشلت المخطط في القضاء على الإسلام وطمس معالم الملحمة الحسينية المعظمة في كربلاء
الحسين عليه السلام حج حجاً لم يشهد التاريخ مثيلاً له من قبل حيث كان الإحرام والثياب والسعي والتلبيات من نوع خاص حيث بدأ حجه بوقوفه عليه السلام على تل في كربلاء وأحرم بعد أن إرتدى ثيابا بالية رافعاً رأسه إلى السماء منادياً إلهي أحرم لك رأسي عن الإتصال ببدني وبدني من القيام على رجلي وعظمي عن التركيب ويدي عن أخذ شيئ بها وكبدي عن شرب الماء فأشرق وجهه كأنه كوكب دري وسعى ما بين مخيمه والميدان لقتال الأعداء عطشانا بلا ناصر أو معين أما الأضاحي التي قدمها في حجه في كربلاء فكانت أولاده وإخوته وأبناء إخوته وأصحابه عليهم السلام وأصغر أضحية كانت ذبح ولده عبد الله الرضيع في حجره حيث أخذ بدمائه ورمى بها نحو السماء منادياً إلهي تقبل مني هذا الفداء إلهي تقبل مني هذا القربان فهل رأيت أضاحي في التاريخ كأضاحي الحسين عليه السلام وهل رأيت حجاً كحجه لذلك حج عاشوراء كان حالة خاصة وفريدة في التاريخ الإسلامي ففي هذا الحج الخاص سجد الحسين عليه السلام ابن وليد الكعبة بدمائه على تراب كربلاء مناجياً ربه إلهي وفيت بعهدي إلهي وفيت بعهدي
بعض السذج يفهمون حركة الحسين عليه السلام وشهادته بطريقة خاطئة ويصرحون بسذاجة ووقاحة وجهل قائلين ألم يكن حرياً بالحسين عليه السلام بأن ينزل على حكم يزيد حتى يحقن دمائه ودماء عائلته في تلك الصحراء الجرداء القاحلة لما لم يفعل كما فعل أخوه الإمام الحسن عليه السلام الجواب بسيط أولاً الأمويون لا عهد لهم ولا دين فمعاوية بعد توقيع عقد الصلح مع الإمام الحسن عليه السلام أمر بقتله بالسم وقال لأهل الكوفة ما قاتلتكم لتصوموا ولا لتصلوا ولا لتحجوا ولا لتزكوا قد عرفت أنكم تفعلون ذلك ولكن إنما قاتلتكم لأتأمر عليكم ، والحسين عليه السلام أوضح للناس بأن يزيد ابن معاوية كأبيه لا دين له وسوف يقتله ولو كان معلقاً بأستار الكعبة إذاً العملية لإغتياله كانت معدة وجاهزة في كربلاء نعم هي كذلك لأجل ذلك أسرع عليه السلام بالخروج من المدينة بعد وصول آلاف الرسائل إليه تطالبه بالمجيء الى الكوفة، ولأنه عليه السلام كان يعلم بأنه سوف يقتل بي بيعة أو من دون بيعة كان يقول للمبعوثين بالأمان له ولعائلته والله لو كنت تحت هامة من هوام الأرض لإستخرجوني وقتلوني وبعد مغادرتهم كان يقول ليتهم يعلمون ليتهم يعلمون بمعنى أن القضاء قد أبرم بنزوله في كربلاء وبمقتله وعائلته فيها الحسين عليه السلام لم يكن مخيراً في النهاية الحسين عليه السلام أصبح مسيراً للخروج والنزول في كربلاء وهو كان راضياً بتلك الخاتمة السعيدة التي ليس فوقها سعادة وهو كان يقول عن ذلك واختير لي مصرعاً أنا ملاقيه إذاً أُختير له المصرع مع الزمان والمكان وأسماء الشهداء والأسرى عوامل المشهد المقدس لأعظم ملحمة مقدسة في التاريخ كانت مكتملة ولم يكن ينقصها إلا التنفيذ بالخروج والنزول في كربلاء وتقديم القرابين العلوية والحسنية والحسينية على مذابح الشهادة ليبزغ والفجر وليال عشر ساطعاً بعد ذلك من 61للهجرة إلى يومنا وما بعد بعد يومنا هذا إلى ما شاء الله تعالى
الحسين عليه السلام في الساعات الاخيرة من حياته كان كيانه كله خارجاً عن نطاق المشهد المقدس للشهادة لأنه كان يتحضر لأعظم لقاء لقاء قد طال إنتظاره طويلاً مع رب الأرباب وملك الملوك وجبار الجبابرة فأراد أن يكون حاضرا لذلك المشهد المقدس العظيم والمهيب
الحسين عندما سقط عن ظهر جواده خر الكرم والجود معه على صعيد كربلاء لأنه عليه السلام كان يمثل كل تلك الصفات وأكثر
السيدة زينب عليها السلام عندما رأت الحسين سلام الله عليه على تراب كربلاء في تلك الحالة كادت أن تفارق روحها الدنيا كادت أن تموت لأنها كانت ترى فيه النبوة والإمامة وضلع فاطمة وكبد الحسن فعندما رأته صريعاً على الأرض بتلك الحالة نادت ليت السماء قد أطبقت على الأرض وما عليها من هول ما رأت
مشهد العباس عليه السلام وهو مجندلاً عند نهر العلقمي بلا كفين أذهل العقيلة زينب عليها السلام وكادت أن تنهار لأنها كانت ترى كأن أبوها علياً عليه السلام هو المُسجى على صعيد كربلاء ولكن المهمة التي كانت ملقاة على عاتقها جعلتها تتماسك وتثبت وتقوى بشهادة العباس ولتقول بإيمان راسخ فيما بعد ما رأيت إلا جميلا
حب وشغف الحسين عليه السلام بعلي الأكبر كان أعظم من شغف وحب يعقوب ليوسف عليهما السلام لأن جمال علي الأكبر كان بالدرجة الأولى جمالاً محمدياً علوياً فاطمياً حسينيا
يعقوب عليه السلام إنتهى هجره بعودة يوسف إليه فاكتحلت عيناه برؤياه أما حضرة سيد الشهداء عليه السلام فرأى علي الأكبر صريعاً أمام عيتيه فكادت روحه الشريفة أن تخرج من بدنه فنادى برفيع صوته ألا بعداً لقوماً قتلوك يا بني
المشهد الحسيني في كربلاء على عظمته ومصيبته كان يخط بالدم رسالة خالدة للأجيال القادمة أن الظلم والطغيان مهما طغى وتجبر فإن الدماء التي تسيل في مواجهته لا بد أن تنتصر وتكتب تاريخاً جديداً للأمة مملوءاً بالأمل والغد المشرق
إن الصرخة الحسينية التي صدحت وانطلقت من كربلاء هل من ناصر ينصرنا ما زالت حتى الآن تسري مدوية من أجل نصرة الحق وأهله ونصرة المظلوم وأما تلبيتها فهو لبيك يا حسين فمن حملها وعمل بها وسار في دربها نجى ومن تخلف عنها ندم وهوى
إن سيد الشهداء عليه السلام عمل من خلال نهضته وثورته على إحياء الروح الثورية في كل زمان وفي كل مكان ضد الظلم وضد الظالمين أينما وجدوا وأينما كانوا
يعقوب عليه السلام عندما غادره أولاده الى مصر كان يعلم بأنهم سيعودون جميعاً إليه بمن فيهم يوسف أما سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام فعند خروجه الى كربلاء كان يسترجع ويقول إنا لله وإنا إليه راجعون لأنه كان يعلم بأن أولاده سوف يقتلون أمام عينيه واحداً تلو الاخر بمن فيهم حبيبه وقرة عينه علي الأكبر شبيه رسول الله صلوات الله وسلامه عليهم
الحسين عليه السلام عندما كان يرى أولاده يسقطون شهداء كان من ناحية يسر ويستبشر ومن ناحية أخرى يبكي ويناجي ربه أما في الحالة الأولى فلأنهم كانوا يقدمون أنفسهم قرابين من أجل دين الله تعالى ليبقى ويستمر وبقدمون امثولة ودروساً للأجيال القادمة في التضحية والإباء لذلك كان يناجي ربه بعد سقوط كل شهيد أرضيت يا رب خذ حتى ترضى ومن الناحية الثانية كان يتألم وهو يرى الصفوة من العترة النبوية كيف يقتلون بدم بارد وكيف كانت تتقاطر عليهم الأعداء من كل حدب وصوب من أجل التقرب بدمائهم الزكية الى الظالم وبعد كل هذا وذاك مع كل تلك المصائب والمصاعب والإبتلاءات نراه يقف مسلماً أمره لربه مناجيا إياه بما معناه أنني يا رب تركت كل شيئ من أجلك أنت فأنت محبوبي وأنت معشوقي وها إني يا رب قدمت أغلى ما أملك أغلى ما عندي مالي وأولادي وإخوتي وعائلتي وأصحابي وها إني أقدم لك نفسي من أجلك أنت فتقبل مني يا رب بأحسن القبول فتقبله ربه بأحسن القبول وذلك أجر المحسنين
لبيك يا حسين ليست شعاراً فقط بل جامعة تخرج العظماء والعلماء والقادة والشهداء
صلاة حضرة سيد الشهداء عليه السلام في يوم العاشر من المحرم مع أحبائه عند الظهر كانت صلاةالعاشقين وصلاة الراغبين وصلاة المحبين لله تعالى فارتقوا شهداء لذلك الحب الإلهي
نحن تعلمنا من شهادة حضرة الحسين عليه السلام الكثير من الدروس والعبر ولكن أهم درس تعلمناه أنه إذا خيرنا بين السلة والذلة فحينها هيهات منا الذلة
إن آخر صلاة لحضرة الحسين عليه السلام مع أحبائه في كربلاء كانت أعظم صلاة لأنه فيها صلت الرماح والسهام على أجسادهم الطاهرة
صلاة حضرة الحسين عليه السلام يوم العاشر من المحرم كانت مختلفة تماماً عما كانت قبله ففيها كان العشق قد إضطرم واشتاق العاشق إلى معشوقه وبالعكس حتى سقط العاشق صريعاً على الأرض منادياً معشوقه إلهي تركت الخلق طراً في هواك وأيتمت العيال لكي أراك فَلَو قطعتني بالحب إرباً لما مال الفؤاد إلى سواك . فهل فهمت صلاة إمامك وعشقه؟
إذا أردنا أن نعرف كيف قتل حضرة سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام علينا أن نراجع المواقف والعصبيات ومواقف القبائل والعشائر في ذلك الوقت التي حشدت قواها في مواجهته ومواجهة الصفوة من خيرة بني هاشم ومن أصحابه وأعانت على قتلهم إما لعصبية أو خوف أو مال أو سلطة أو كرهاً في محمد وآل محمد عليهم السلام فنفهم حينها ذنب الأمة في قتلهم
يستحضرني سؤال كلما هل هلال محرم كيف استطاعت تلك الأمة الباغية الضالة أن تقتل ابن بنت نبيها وهي تعرفه ، الأسباب كثيرة ولكن لنفهم علينا أن نعود لعلي عليه السلام صغيراً وليلة المبيت وفي معركة بدر وأحد وغيرها من مواقفه وبطولاته حيث وقف سداً منيعاً وطوداً شامخاً في مواجهة تصفية الإسلام ونبيه ، وقتله لشيوخ المشركين في المعارك حيث كان قسم منهم سيداً في عشيرته وقبيلته فتحركت القبائل والعشائر من بعده لتقتل أولاده عليهم السلام اذاً هي جاهلية الأمة وجاهلية عشائرها وقبائلها التي كانوا ما يزالون عليها والتي لم يرتدوا عنها أبداً وكانت ما تزال تسكنهم وتحركهم وتدفعهم إلى قتل علي وأبناء علي عليهم السلام أينما كانوا وأينما وجدوا على مر التاريخ وهناك أسباب أخرى السلطة والشهرة والدينار والخوف وما لنا و للسلاطين وما خفي أعظم
الحسين عليه السلام كان مشروعه في البداية الإصلاح في أمة جده محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولم يكن خروجه أبدا من أجل الحكم فكيف يطلب الحكم وهو يعرف بأنه لن يصل إليه وأنه سوق يسقط شهيدا مع عائلته وأصحابه
حضرة سيد الشهداء عليه السلام عندما رأى أن مشروعه الإصلاحي قد رفض أطلق مشروع الشهادة في مواجهة الظالمين
مشروع حضرة الحسين عليه السلام للأمة كان يحمل معانا سامية لم تستطع البشرية أن تتعرف إلا على القليل منه في كربلاء
|